يقول تعالى ذكره: إلى الله يردّ العالمون به علم الساعة، فإنه لا يعلم ما قيامها غيره {وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أكمَامِها} يقول: وما تظهر من ثمرة شجرة من أكمامها التي هي متغيبة فيها، فتخرج منها بارزة{ وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى} يقول: وما تحمل من أنثى من حمل حين تحمله، ولا تضع ولدها إلا بعلم من الله، لا يخفى عليه شيء من ذلك. وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: {وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أكمامها} قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {مِنْ أكمَامِها} قال: حين تطلعُ.
حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ{ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرة مِنْ أكمَامِها} قال: من طلعها والأكمام جمع كُمة، وهو كل ظرف لماء أو غيره، والعرب تدعو قشر الكفرَّاة كُمًّا.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله:{ مِنْ ثَمَرَاتٍ} فقرأت ذلك قرّاء المدينة: {مِنْ ثَمَرَاتٍ} على الجماع، وقرأت قرّاء الكوفة «مِنْ ثَمَرَةٍ» على لفظ الواحدة، وبأيّ القراءتين قرىء ذلك فهو عندنا صواب لتقارب معنييهما مع شهرتهما في القراءة.
وقوله: {وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أيْنَ شُرَكائي} يقول تعالى ذكره: ويوم ينادي الله هؤلاء المشركين به في الدنيا الأوثان والأصنام: أين شركائي الذين كنتم تشركونهم في عبادتكم إياي؟ { قالُوا آذَنّاكَ} يقول: أعلمناك {ما مِنَّا مِنْ شَهِيد} يقول: قال هؤلاء المشركون لربهم يومئذٍ: ما منا من شهيد يشهد أن لك شريكاً. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله:{ آذَنَّاكَ} يقول: أعلمناك.
حدثني محمد، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله: {آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ} قالوا: أطعناك ما منا من شهيد على أن لك شريكاً.