يقول تعالى ذكره: وإذا أنزل عليك يا محمد سورة من القرآن، بأن يقال لهؤلاء المنافقين: { آمِنُوا باللَّهِ } يقول: صدّقوا بالله { وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ } يقول: اغزوا المشركين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، { اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ } يقول: استأذنك ذوو الغنى والمال منهم في التخلف عنك والقعود في أهله { وَقالُوا ذَرْنا } يقول: وقالوا لك: دعنا نكن ممن يقعد في منزله مع ضعفاء الناس ومرضاهم ومن لا يقدر على الخروج معك في السفر.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا عليّ بن داود، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: { اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ } قال: يعني أهل الغنى.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: { أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ } يعني: الأغنياء.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق: { وَإذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أنْ آمِنُوا باللَّهِ وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ } كان منهم عبد الله بن أبيّ والجد بن قيس، فنعى الله ذلك عليهم.