[{ قُلِ ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ }] هم الملائكة، وقيل: عيسى ابن مريم، وعزير، وقيل نفر من الجن، عبدهم ناس من العرب ثم أسلم الجن ولم يشعروا، أي: ادعوهم فهم لا يستطيعون أن يكشفوا عنكم الضر من مرض أو فقر أو عذاب، ولا أن يحولوه من واحد إلى آخر أو يبدلوه. و { أُولَـٰئِكَ } مبتدأ، و { ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ } صفته، و { يَبْتَغُونَ } خبره، يعني: أن آلهتهم أولئك يبتغون الوسيلة وهي القربة إلى الله تعالى. و { أَيُّهُم } بدل من واو يبتغون، وأي موصولة، أي: يبتغي من هو أقرب منهم وأزلف الوسيلة إلى الله، فكيف بغير الأقرب. أو ضمن يبتغون الوسيلة معنى يحرصون، فكأنه قيل: يحرصون أيهم يكون أقرب إلى الله، وذلك بالطاعة وازدياد الخير والصلاح، ويرجون، ويخافون، كما غيرهم من عباد الله فكيف يزعمون أنهم آلهة؟ { إِنَّ عَذَابَ رَبّكَ كَانَ } حقيقاً بأن يحذره كل أحد من ملك مقرّب ونبيّ مرسل، فضلاً عن غيرهم.