خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَلَمَّا ٱعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِيّاً
٤٩
وَوَهَبْنَا لَهْم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً
٥٠
-مريم

ما خسر على الله أحد ترك الكفار الفسقة لوجهه، فعوّضه أولاداً مؤمنين أنبياء. { مِن رَّحْمَتِنَا } هي النبوّة عن الحسن. وعن الكلبي: المال والولد، وتكون عامّة في كل خير ديني ودنيوي أوتوه. لسان الصدق: الثناء الحسن. وعبر باللسان عما يوجد باللسان كما عبر باليد عما يطلق باليد وهي العطية. قال:

إنِّي أتَتْنِي لِسَانٌ لاَ أُسَرُّ بِهَا

يريد الرسالة. ولسان العرب: لغتهم وكلامهم. استجاب الله دعوته { وَٱجْعَل لّى لِسَانَ صِدْقٍ فِى ٱلأَخِرِينَ } [الشعراء: 84] فصيره قدوة حتى ادّعاه أهل الأديان كلهم. وقال عز وجل: { مّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرٰهِيمَ } [الحج: 78] و { مِلَّةَ إِبْرٰهِيمَ حَنِيفاً } [البقرة: 135]، { ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرٰهِيمَ حَنِيفًا } [النحل: 123] وأعطى ذلك ذرّيته فأعلى ذكرهم وأثنى عليهم، كما أعلى ذكره وأثنى عليه.