خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ
٦٠
قَالُواْ فَأْتُواْ بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ
٦١
-الأنبياء

فإن قلت: ما حكم الفعلين بعد { سَمِعْنَا فَتًى } وأي فرق بينهما؟ قلت: هما صفتان لفتى، إلا أن الأوّل وهو { يَذْكُرُهُمْ } لا بد منه لسمع، لأنك لا تقول: سمعت زيداً وتسكت، حتى تذكر شيئاً مما يسمع. وأمّا الثاني فليس كذلك. فإن قلت: { إِبْرَاهِيمَ } ما هو؟ قلت: قيل هو خبر مبتدأ محذوف، أو منادى. والصحيح أنه فاعل يقال، لأن المراد الاسم لا المسمى { عَلَىٰ أَعْيُنِ ٱلنَّاسِ } في محل الحال، بمعنى معايناً مشاهداً، أي: بمرأى منهم ومنظر. فإن قلت: فما معنى الاستعلاء في على؟ قلت: هو وارد على طريق المثل، أي: يثبت إتيانه في الأعين ويتمكن فيها ثبات الراكب على المركوب وتمكنه منه { لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ } عليه بما سمع منه. وبما فعله أو يحضرون عقوبتنا له. روي أنّ الخبر بلغ نمروذ وأشراف قومه، فأمروا بإحضاره.