{ يُؤْتُونَ مَا ءَاتَواْ } يعطون ما أعطوا، وفي قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائشة:
(721) «يأتون ما أتوا»، أي يفعلون ما فعلوا. وعنها أنها قالت:
(722) قلت: يا رسول الله، هو الذي يزني ويسرق ويشرب الخمر وهو على ذلك يخاف الله؟ قال: «لا يا ابنة الصدّيق، ولكن هُوَ الَّذِي يصلي ويصومُ ويتصدّقُ، وهو على ذَلك يخافُ اللَّه؟ قال: لا يا ابنة الصدّيق، ولكن هو الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو على ذلك يخاف الله أن لا يقبلَ مِنْهُ. { يُسَـٰرِعُونَ فِى ٱلْخَيْرٰتِ } يحتمل معنيين، أحدهما: أن يراد يرغبون في الطاعات أشدّ الرغبة فيبادرونها. والثاني: أنهم يتعجلون في الدنيا المنافع ووجوه الإكرام، كما قال:
{ فَـاتَـٰهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلأَخِرَةِ } [آل عمران: 148]، { وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } [العنكبوت: 27] لأنهم إذا سورع بها لهم، فقد سارعوا في نيلها وتعجلوها، وهذا الوجه أحسن طباقاً للآية المتقدمة، لأنّ فيه إثبات ما نفي عن الكفار للمؤمنين. وقرىء: «يسرعون في الخيرات» { لَهَا سَـٰبِقُونَ } أي فاعلون السبق لأجلها أو سابقون الناس لأجلها، أو إياها سابقون، أي: ينالونها قبل الآخرة حيث عجلت لهم في الدنيا. ويجوز أن يكون { لَهَا سَـٰبِقُونَ } خبراً بعد خبر. ومعنى { وَهُمْ لَهَا } كمعنى قوله:أَنْتَ لَهَا أَحْمَدُ مِنْ بَيْنِ الْبَشَرِ