{ أَرَءيْتُمْ } وقرىء: «أريتم»: بحذف الهمزة، وليس بحذف قياسي. ومعناه: أخبروني من يقدر على هذا؟ والسرمد: الدائم المتصل، من السرد وهو المتابعة. ومنه قولهم في الأشهر الحرم: ثلاثة سردٍ، وواحد فرد، والميم مزيدة. ووزنه فعمل. ونظيره. دلامص، من الدلاص. فإن قلت: هلا قيل: بنهار تتصرفون فيه، كما قيل: { بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ }؟ قلت ذكر الضياء وهو ضوء الشمس: لأن المنافع التي تتعلق به متكاثرة، ليس التصرف في المعاش وحده، والظلام ليس بتلك المنزلة، ومن ثمة قرن بالضياء { أَفَلاَ تَسْمَعُونَ } لأنّ السمع يدرك ما لا يدركه البصر من ذكر منافعه ووصف فوائده، وقرن بالليل { أَفلاَ تُبْصِرُونَ } لأنّ غيرك يبصر من منفعة الظلام ما تبصره. وأنت من السكون ونحوه { وَمِن رَّحْمَتِهِ } زاوج بين الليل والنهار لأغراض ثلاثة: لتسكنوا في أحدهما وهو الليل، ولتبتغوا من فضل الله في الآخر وهو النهار ولإرادة شكركم.