كان استعجال العذاب استهزاء منهم وتكذيباً، والنضر بن الحرث هو الذي قال: اللَّهم أمطر علينا حجارة من السماء، كما قال أصحاب الأيكة: فأسقط علينا كسفاً من السماء { وَلَوْلاَ أَجَلٌ } قد سماه الله وبينه في اللوح لعذابهم، وأوجبت الحكمة تأخيره إلى ذلك الأجل المسمى { لَّجَاءهُمُ ٱلْعَذَابُ } عاجلاً. والمراد بالأجل: الآخرة، لما روي
(833) أنّ الله تعالى وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يعذب قومه ولا يستأصلهم، وأن يؤخر عذابهم إلى يوم القيامة. وقيل: يوم بدر. وقيل: وقت فنائهم بآجالهم { لَمُحِيطَةٌ } أي ستحيط بهم { يَوْمَ يَغْشَـٰهُمُ ٱلْعَذَابُ } أو هي محيطة بهم في الدنيا: لأنّ المعاصي التي توجبها محيطة بهم. أو لأنها مآلهم ومرجعهم لا محالة فكأنها الساعة محيطة بهم. و{ يَوْمَ يَغْشَـٰهُمُ } على هذا منصوب بمضمر، أي: يوم يغشاهم العذاب كان كيت وكيت. { مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم } كقوله تعالى:
{ لَهُمْ مّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ } [الزمر: 16]، { وَيَقُولُ } قرىء بالنون والياء { مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي جزاءه.