{ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّا } مصدران مؤكدان، الأوّل: مؤكد لنفسه والثاني مؤكد لغيره؛ لأن قوله: { لَهُمْ جَنَّـٰتُ ٱلنَّعِيمِ } في معنى: وعدهم الله جنات النعيم، فأكد معنى الوعد بالوعد. وأما { حَقّاً } فدال على معنى الثبات: أكد به معنى الوعد، ومؤكدهما جميعاً قوله: { لَهُمْ جَنَّـٰتُ ٱلنَّعِيمِ } { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } الذي لا يغلبه شيء ولا يعجزه، يقدر على الشيء وضده، فيعطى النعيم من شاء والبؤس من شاء، وهو { ٱلْحَكِيمُ } لا يشاء إلا ما توجبه الحكمة والعدل { تَرَوْنَهَا } الضمير فيه للسمٰوات، وهو استشهاد برؤيتهم لها، غير معمودة على قوله: { بِغَيْرِ عَمَدٍ } كما تقول لصاحبك: أنا بلا سيف ولا رمح تراني فإن قلت: ما محلها من الإعراب؟ قلت: لا محل لها لأنها مستأنفة. أو هي في محل الجرّ صفة للعمد أي: بغير عمد مرئية، يعني: أنه عمدها بعمد لا ترى، وهي إمساكها بقدرته { هَـٰذَا } إشارة إلى ما ذكر من مخلوقاته. والخلق بمعنى المخلوق. و{ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ } آلهتهم، بكتهم بأن هذه الأشياء العظيمة مما خلقه الله وأنشأه. فأروني ماذا خلقته آلهتكم حتى استوجبوا عندكم العبادة، ثم أضرب عن تبكيتهم إلى التسجيل عليهم بالتورّط في ضلال ليس بعده ضلال.