يقال: اتقاه بدرقته: استقبله بها فوقي بها نفسه إياه واتقاه بيده. وتقديره: { أَفَمَن يَتَّقِى بِوَجْهِهِ سُوء ٱلْعَذَابِ } كمن أمن العذاب، فحذف كما حذف في نظائره و { سُوء ٱلْعَذَابِ }: شدّته. ومعناه: أن الإنسان إذا لقي مخوفاً من المخاوف استقبله بيده، وطلب أن يقي بها وجهه، لأنه أعزّ أعضائه عليه والذي يلقى في النار يلقى: مغلولة يداه إلى عنقه، فلا يتهيأ له أن يتقي النار إلاّ بوجهه الذي كان يتقي المخاوف بغيره، وقاية له ومحاماة عليه. وقيل: المراد بالوجه الجملة، وقيل: نزلت في أبي جهل. وقال لهم خزنة النار { ذُوقُواْ } وبال { مَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ...... مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } من الجهة التي لا يحتسبون، ولا يخطر ببالهم أن الشر يأتيهم منها، بينا هم آمنون رافهون إذ فوجئوا من مأمنهم. والخزي: الذلّ والصغار، كالمسح والخسف والقتل والجلاء، وما أشبه ذلك من نكال الله.