{ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } بالتجارة أو بالغوص على اللؤلؤ والمرجان واستخراج اللحم الطري وغير ذلك من منافع البحر. فإن قلت: ما معنى { مِّنْهُ } في قوله: { جَمِيعاً مِّنْهُ } وما موقعها من الإعراب، قلت: هي واقعة موقع الحال، والمعنى: أنه سخر هذه الأشياء كائنة منه وحاصلة من عنده، يعني: أنه مكوّنها وموجدها بقدرته وحكمته، ثم مسخرها لخلقه. ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هي جميعاً منه، وأن يكون { وَسَخَّرَ لَكُمُ } تأكيداً لقوله تعالى: { سَخَّرَ لَكُم } ثم ابتدىء قوله: { مَّا فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَمَا فِى ٱلاْرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ } وأن يكون { وَمَا فِى ٱلأَرْضِ } مبتدأ، و{ مِّنْهُ } خبره. وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما «منة» وقرأ سلمة بن محارب: منه، على أن يكون منه فاعل سخر على الإسناد المجازي. أو على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: ذلك. أو هو منه.