عامل النصب في { ويَوْمَ تَقُومُ } يخسر، و{ يَوْمَئِذٍ } بدل من (يوم تقول) { جَاثِيَةً } باركة مستوفزة على الركب. وقرىء «جاذية» والجذّو: أشد استيفازاً من الجثوّ: لأن الجاذي هو الذي يجلس على أطراف أصابعه: وعن ابن عباس رضي الله عنهما: جاثية مجتمعة. وعن قتادة جماعات من الجثوة، وهي الجماعة، وجمعها: جثى. وفي الحديث:
(1023)
"من جثى جهنم" وقرىء: { كُـلَّ أُمَّةٍ } على الابتداء، وكل أمة: على الإبدال من كل أمة { إِلَىٰ كِتَـٰبِهَا } إلى صحائف أعمالها، فاكتفى باسم الجنس، كقوله تعالى: { وَوُضِعَ ٱلْكِتَـٰبُ فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ } [الكهف: 49]. { ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ } محمول على القول. فإن قلت: كيف أضيف الكتاب إليهم وإلى الله عزَّ وجل؟ قلت: الإضافة تكون للملابسة، وقد لابسهم ولابسه، أما ملابسته إياهم، فلأن أعمالهم مثبتة فيه. وأما ملابسته إياه؛ فلأنه مالكه، والآمر ملائكته أن يكتبوا فيه أعمال عباده { يَنطِقُ عَلَيْكُم } يشهد عليكم بما عملتم { بِٱلْحَقِّ } من غير زيادة ولا نقصان { إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ } الملائكة { مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي نستكتبهم أعمالكم { فِى رَحْمَتِهِ } في جنته. وجواب أما محذوف تقديره: وأما الذين كفروا فيقال لهم { أَفَلَمْ تَكُنْ ءَايَٰتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } والمعنى ألم يأتكم رسلي فلم تكن آياتي تتلى عليكم، فحذف المعطوف عليه.