خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ ٱللَّهُ أَضْغَانَهُمْ
٢٩
وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ ٱلْقَوْلِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ
٣٠
-محمد

{ أَضْغَـٰنَهُمْ } أحقادهم وإخراجها: إبرازها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين. وإظهارهم على نفاقهم وعداوتهم لهم، وكانت صدورهم تغلى حنقاً عليهم { لارَيْنَـٰكَهُمْ } لعرفناكهم ودللناك عليهم. حتى تعرفهم بأعيانهم لا يخفون عليك { بِسِيمَـٰهُمْ } بعلامتهم: وهو أن يسمهم الله تعالى بعلامة يُعلمون بها. وعن أنس رضي الله عنه:

(1037) ما خفي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية شيء من المنافقين: كان يعرفهم بسيماهم، ولقد كنا في بعض الغزوات وفيها تسعة من المنافقين يشكوهم الناس، فناموا ذات ليلة وأصبحوا وعلى جبهة كل واحد منهم مكتوب: هذا منافق. فإن قلت: أي فرق بين اللامين في { فَلَعَرَفْتَهُم } و{ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ }؟ قلت: الأولى هي الداخلة في جواب(لو) كالتي في { لأَرَيْنَـٰكَهُمْ } كررت في المعطوف، وأما اللام في { وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ } فواقعة مع النون في جواب قسم محذوف { فِى لَحْنِ ٱلْقَوْلِ } في نحوه وأسلوبه. وعن ابن عباس: هو قولهم: ما لنا إن أطعنا من الثواب؟ ولا يقولون: ما علينا إن عصينا من العقاب. وقيل: اللحن: أن تلحن بكلامك، أي: تميله إلى نحو من الأنحاء ليفطن له صاحبك كالتعريض والتورية. قال:

وَلَقَدْ لَحَنْتُ لَكُم لِكَيْمَا تَفْقَهُوا وَاللَّحْنُ يَعْرِفُهُ ذَوُو الأَلْبَابِ

وقيل للمخطىء: لاحن؛ لأنه يعدل بالكلام عن الصواب.