{ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ } عطف بيان على جهة المدح، لا على جهة التوضيح، كما تجيء الصفة كذلك { قِيَاماً لّلنَّاسِ } انتعاشاً لهم في أمر دينهم ودنياهم، ونهوضاً إلى أغراضهم ومقاصدهم في معاشهم ومعادهم، لما يتم لهم من أمر حجهم وعمرتهم وتجارتهم، وأنواع منافعهم. وعن عطاء ابن أبي رباح: لو تركوه عاماً واحداً لم ينظروا ولم يؤخروا { وَٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ } الشهر الذي يؤدى فيه الحج، وهو ذو الحجة، لأنّ لاختصاصه من بين الأشهر بإقامة موسم الحج فيه شأناً قد عرّفه الله تعالى. وقيل: عنى به جنس الأشهر الحرم { وَٱلْهَدْىَ وَٱلْقَلَـٰئِدَ } والمقلد منه خصوصاً وهو البدن، لأن الثواب فيه أكثر، وبهاء الحج معه أظهر { ذٰلِكَ } إشارة إلى جعل الكعبة قياماً للناس، أو إلى ما ذكر من حفظ حرمة الإحرام بترك الصيد وغيره { لِتَعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ } كل شيء وهو عالم بما يصلحكم وما ينعكشم مما أمركم به وكلفكم { شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } لمن انتهك محارمه { غَفُورٌ رَّحِيمٌ } لمن حافظ عليها.