وقرىء: «من يضل» بضم الياء أي يضله الله { فَكُلُواْ } مسبب عن إنكار اتباع المضلين، الذي يحلون الحرام ويحرّمون الحلال. وذلك أنهم كانوا يقولون للمسلمين: إنكم تزعمون أنكم تعبدون الله، فما قتل الله أحقّ أن تأكلوا مما قتلتم أنتم، فقيل للمسلمين: إن كنتم متحققين بالإيمان فكلوا { مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ } خاصة دون ما ذكر عليه اسم غيره من آلهتهم أو مات حتف أنفه، وما ذكر اسم الله عليه هو المذكى ببسم الله { وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ } وأي غرض لكم في أن لا تأكلوا { وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم } وقد بين لكم ما حرّم عليكم مما لم يحرّم وهو قوله:
{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ } [المائدة: 3] وقرىء: «فصل لكم ما حرّم عليكم» على تسمية الفاعل، وهو الله عزّ وجلّ { إِلاَّ مَا ٱضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ } مما حرّم عليكم فإنه حلال لكم في حال الضرورة { وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ } قرىء بفتح الياء وضمها، أي يضلون فيحرّمون ويحللون { بِأَهْوَآئِهِم } وشهواتهم من غير تعلق بشريعة.