{ يُغْشِى ٱلَّيْلَ ٱلنَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً } وقرىء: «يغشى» بالتشديد، أي يلحق الليل النهار، أو النهار بالليل يحتملهما جميعاً. والدليل على الثاني قراءة حميد بن قيس: يغشى الليل النهار، بفتح الياء ونصب الليل ورفع النهار، أي يدرك النهار الليل ويطلبه حثيثاً، حسن الملاءمة لقراءة حميد { بِأَمْرِهِ } بمشيئته وتصريفه، وهو متعلق بمسخرات، أي خلقهن جاريات بمقتضى حكمته وتدبيره، وكما يريد أن يصرفها سمي ذلك أمراً على التشبيه، كأنهن مأمورات بذلك. وقرىء: «والشمس والقمر والنجوم مسخرات»، بالرفع. لما ذكر أنه خلقهنّ مسخرات بأمره قال: { أَلاَ لَهُ ٱلْخَلْقُ وَٱلاْمْرُ } أي هو الذي خلق الأشياء كلها، وهو الذي صرفها على حسب إرادته.