خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ ٱلْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ
٣٥
-الأنفال

المكاء: فعال بوزن الثغاء والرغاء، من مكا يمكو إذا صفر: ومنه المكاء، كأنه سمي بذلك لكثرة مكائه. وأصله الصفة، نحو الوضاء والفراء. وقرىء: (مكا) بالقصر. ونظيرهما البكي والبكاء. والتصدية: التصفيق، تفعلة من الصدى أو من صدَّ يصدّ، { { إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } [الزخرف: 57] وقرأ الأعمش: «وما كان صلاتهم» بالنصب على تقديم خبر كان على اسمه، فإن قلت: ما وجه هذا الكلام؟ قلت: هو نحو من قوله:

وَمَا كُنْتُ أخْشَى أنْ يَكُونَ عَطَاؤُه أدَاهَمَ سُوداً أوْ مُحَدْرَجَةً سُمْراً

والمعنى أنه وضع القيود والسياط موضع العطاء، ووضعوا المكاء والتصدية موضع الصلاة، وذلك أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة: الرجال والنساء، وهم مشبكون بين أصابعهم يصفرون فيها ويصفقون، وكانوا يفعلون نحو ذلك إذا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته يخلطون عليه { فَذُوقُواْ } عذاب القتل والأسر يوم بدر، بسبب كفركم وأفعالكم التي لا يقدم عليها إلا الكفرة.