قوله تعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } أي لا أحد أظلم منهم لأنفسهم لأنهم ٱفتروا على الله كذباً، فأضافوا كلامه إلى غيره، وزعموا أن له شريكاً وولداً، وقالوا للأصنام هؤلاء شفعاؤنا عند الله. { أُوْلَـٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ } أي يحاسبهم على أعمالهم. { وَيَقُولُ ٱلأَشْهَادُ } يعني الملائكة الحفظة؛ عن مجاهد وغيره؛ وقال سفيان: سألت الأعمش عن «الأَشْهَادُ» فقال: الملائكة. الضَّحاك: هم الأنبياء والمرسلون؛ دليله قوله:
{ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً } [النساء: 41]. وقيل: الملائكة والأنبياء والعلماء الذين بلّغوا الرسالات. وقال قتادة: عنى الخلائق أجمع. وفي صحيح مسلم من حديث صفوان بن مُحرِز عن ٱبن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه قال: "وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق هؤلاء الذين كَذَبوا على الله" . { أَلاَ لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ } أي بعده وسخطه وإبعاده من رحمته على الذين وضعوا العبادة في غير موضعها. قوله تعالى: { ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ }
يجوز أن تكون «الَّذِينَ» في موضع خفض نعتاً للظالمين، ويجوز أن تكون في موضع رفع؛ أي هم الذين. وقيل: هو ابتداء خطاب من الله تعالى؛ أي هم الذين يصدون أنفسهم وغيرهم عن الإيمان والطاعة. { وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً } أي يعدلون بالناس عنها إلى المعاصي والشرك. { وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } أعاد لفظ «هم» تأكيداً.