خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلآئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ
٢٨
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ
٢٩
-الحجر

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى: { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلآئِكَةِ } تقدم في «البقرة». { إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ } من طين { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ } أي سوّيت خلقه وصورته. { وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي } النفخ إجراء الريح في الشيء. والرُّوح جسم لطيف، أجرى الله العادة بأن يخلق الحياة في البدن مع ذلك الجسم. وحقيقته إضافة خلق إلى خالق؛ فالروح خلق من خلقه أضافه إلى نفسه تشريفاً وتكريماً؛ كقوله: أرضي وسمائي وبيتي وناقة الله وشهر الله. ومثله { وَرُوحٌ مِّنْهُ } [النساء: 171] وقد تقدّم في «النساء» مبيّناً. وذكرنا في كتاب (التذكرة) الأحاديث الواردة التي تدل على أن الروح جسم لطيف، وأن النفس والروح اسمان لمسمًّى واحد. وسيأتي ذلك إن شاء الله. ومن قال إن الروح هو الحياة قال أراد: فإذا ركّبت فيه الحياة. { فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ } أي خرّوا له ساجدين. وهو سجود تحية وتكريم لا سجود عبادة. ولِلَّه أن يفضل من يريد؛ ففضل الأنبياء على الملائكة. وقد تقدم في «البقرة» هذا المعنى. وقال القَفَّال: كانوا أفضل من آدم، وٱمتحنهم (الله) بالسجود له تعريضاً لهم للثواب الجزيل. وهو مذهب المعتزلة. وقيل: أمروا بالسجود لِلَّه عند آدم، وكان آدم قِبلة لهم.