قوله تعالى: { ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ٱلْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ } أي الدَّولة والرجعة؛ وذلك لمّا تبتم وأطعتم. ثم قيل: ذلك بقتل داود جالوت أو بقتل غيره، على الخلاف في من قتلهم. { وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ } حتى عاد أمركم كما كان. { وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً } أي أكثر عدداً ورجالاً من عدوّكم. والنفير من نفر مع الرجل من عشيرته؛ يقال: نفير ونافر مثل قدير وقادر. ويجوز أن يكون النفير جمع نَفْر كالكليب والمعيز والعبيد؛ قال الشاعر:
فأكْرِمْ بقحطانَ من والدوحِمْيرَ أكرم بقوم نفيرا
والمعنى: أنهم صاروا بعد هذه الوقعة الأولى أكثرَ ٱنضماماً وأصلح أحوالاً، جزاءً من الله تعالى لهم على عودهم إلى الطاعة.