خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٦
وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي ٱلْقُبُورِ
٧
-الحج

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى: { ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ } لما ذكر افتقار الموجودات إليه وتسخيرها على وَفْق اقتداره واختياره في قوله: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ ٱلْبَعْثِ ـ إلى قوله ـ بَهِيجٍ }. قال بعد ذلك: { ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي ٱلْقُبُورِ }. فنبّه سبحانه وتعالى بهذا على أن كل ما سواه وإن كان موجوداً حقاً فإنه لا حقيقة له من نفسه؛ لأنه مسخَّر مصرّف. والحق الحقيقيّ: هو الموجود المطلق الغنيّ المطلق؛ وأن وجود كلّ ذي وجود عن وجوب وجوده؛ ولهذا قال في آخر السورة: { { وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ ٱلْبَاطِلُ } [الحج: 62]. والحق الموجود الثابت الذي لا يتغيّر ولا يزول، وهو الله تعالى. وقيل: ذو الحق على عباده. وقيل: الحق بمعنى في أفعاله. وقال الزجاج: «ذلِك» في موضع رفع؛ أي الأمر ما وُصف لكم وبُيّن. { بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ } أي لأن الله هو الحق. قال: ويجوز أن يكون «ذلك» نصباً؛ أي فعل الله ذلك بأنه هو الحق. { وَأَنَّهُ يُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ } أي بأنه { وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } أي وبأنه قادر على ما أراد. { وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ } عطف على قوله: «ذلِك بِأن الله هو الحق» من حيث اللفظ، وليس عطفاً في المعنى؛ إذ لا يقال فعل الله ما ذكر بأن الساعة آتية، بل لابد من إضمار فعل يتضمنه؛ أي وليعلموا أن الساعة آتية { لاَّ رَيْبَ فِيهَا } أي لا شك. { وَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي ٱلْقُبُورِ } يريد للثواب والعقاب.