قوله تعالى: { أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ } ببصائرهم وقلوبهم. { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلأَرْضَ } أي قلبوها للزراعة؛ لأن أهل مكة لم يكونوا أهل حرث؛ قال الله تعالى:
{ { تُثِيرُ ٱلأَرْضَ } [البقرة: 71]. { وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا } أي وعمروها أولئك أكثر مما عمروها هؤلاءِ فلم تنفعهم عمارتهم ولا طول مدّتهم. { وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } أي بالمعجزات. وقيل: بالأحكام فكفروا ولم يؤمنوا. { فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ } بأن أهلكهم بغير ذنب ولا رسل ولا حجة. { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } بالشرك والعصيان.