خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
٣
لِّيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
٤
-سبأ

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى: { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ } قيل: المراد أهل مكة. قال مقاتل: قال أبو سفيان لكفار مكة: والّلات والعزّى لا تأتينا الساعة أبداً ولا نُبعث. فقال الله: { قُلْ } يا محمد { بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ } وروى هارون عن طَلْق المعلم قال: سمعت أشياخنا يقرؤون «قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَيَأْتِيَنَّكُمْ» بياء، حملوه على المعنى، كأنه قال: ليأتينكم البعث أو أمره. كما قال: { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ } [النحل:33]. فهؤلاء الكفار مقرّون بالابتداء منكرون الإعادة، وهو نقض لما اعترفوا بالقدرة على البعث، وقالوا: وإن قدر لا يفعل. فهذا تحكّم بعد أن أخبر على ألسنة الرسل أنه يبعث الخلق، وإذا ورد الخبر بشيء وهو ممكن في الفعل مقدور، فتكذيب مَن وجب صدقه محال. { عَالِمِ ٱلْغَيْبِ } بالرفع قراءة نافع وابن كثِير على الابتداء، وخبره «لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ» وقرأ عاصم وأبو عمرو «عالِم» بالخفض، أي الحمد لِلَّه عالم، فعلى هذه القراءة لا يحسن الوقف على قوله: { لَتَأْتِيَنَّكُمْ }. وقرأ حمزة والكسائي: «علاّم الغيب» على المبالغة والنعت. { لاَ يَعْزُبَ عَنْهُ } أي لا يغيب عنه، «ويَعْزِب» أيضاً. قال الفراء: والكسر أحبّ إليّ. النحاس: وهي قراءة يحيـى بن وثاب، وهي لغة معروفة. يقال: عزَب يعزُب ويعزِب إذا بَعُد وغاب. { مِثْقَالُ ذَرَّةٍ } أي قدر نملة صغيرة. { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ } وفي قراءة الأعمش «وَلاَ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرَ» بالفتح فيهما عطفاً على «ذَرَّةٍ». وقراءة العامّة بالرفع عطفاً على «مِثْقَالُ». { إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } فهو العالم بما خلق ولا يخفى عليه شيء. { لِّيَجْزِيَ } منصوب بلام كي، والتقدير: لتأتينكم لِيجزي. { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } بالثواب، والكافرين بالعقاب. { أُوْلَـٰئِكَ } يعني المؤمنين. { لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ } لذنوبهم. { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } وهو الجنة.