أي لا تحاجج عن الذين يخونون أنفسهم؛ نزلت في أُسَيْر بن عُروة كما تقدّم. والمجادلة المخاصمة. من الجدل وهو الفتل، ومنه رجل مجدول الخلق، ومنه الأجدل للصقر. وقيل: هو من الجَدَالة وهي وجه الأرض، فكل واحد من الخصمين يريد أن يُلقي صاحبه عليها قال العجّاج:
قد أركب الحالة بعد الحالهْوأترُك العاجز بالجَدَاله
مُنعَفِراً ليست له محاله
الجَدَالة الأرض؛ من ذلك قولهم: تركته مُجَدّلا؛ أي مطروحاً على الجَدَالة. قوله تعالى: { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ } أي لا يَرضَى عنه ولا يُنوِّه بذكر. { مَن كَانَ خَوَّاناً } خائناً. «وخوّانا» أبلغ؛ لأنه من أبنية المبالغة؛ وإنما كان ذلك لعظم قدر تلك الخيانة. والله أعلم.