خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٢٥
قُلِ ٱللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
٢٦
-الجاثية

الجامع لاحكام القرآن

قوله تعالى: { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ } أي وإذ تُقرأ على هؤلاء المشركين آياتنا المنزلة في جواز البعث لم يكن ثَمَّ دَفْعٌ { مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتُواْ بِآبَآئِنَآ } «حُجَّتَهُمْ» خبر كان، والاْسم «إِلاَّ أَنْ قَالُوا ٱئْتُوا بِآبَائِنَا» الموتى نسألهم عن صدق ما تقولون؛ فردّ الله عليهم بقوله: { قُلِ ٱللَّهُ يُحْيِيكُمْ } يعني بعد كونكم نُطَفاً أمواتاً { ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } كما أحياكم في الدنيا. { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } أن الله يعيدهم كما بدأهم. الزمخشري: فإن قلت لم سمى قولهم حجة وليس بحجة؟ قلت: لأنهم أدْلَوْا به كما يُدْلِي المحتج بحجته، وساقوه مساقها فسُمّيت حجة على سبيل التهكم. أو لأنه في حسبانهم وتقديرهم حجة. أو لأنه في أسلوب قوله:

تَحِيَّةٌ بينهم ضَرْبٌ وَجيعُ

كأنه قيل: ما كان حجتهم إلا ما ليس بحجة. والمراد نفي أن تكون لهم حجة ألْبَتَّةَ. فإن قلت: كيف وقع قوله: { قُلِ ٱللَّهُ يُحْيِيكُمْ } جواب { ٱئْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } قلت: لما أنكروا البعث وكذبوا الرسل، وحسبوا أن ما قالوه قول مُبَكّت ألزموا ما هم مقرّون به من أن الله عز وجل هو الذي يحييهم ثم يميتهم، وضُمّ إلى إلزام ذلك إلزام ما هو واجب الإقرار به إن أنصفوا وأصغَوْا إلى داعي الحق وهو جمعهم يوم القيامة، ومن كان قادراً على ذلك كان قادراً على الإتيان بآبائهم، وكان أهون شيء عليه.