قوله تعالى: {هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ} يعني محمداً صلى الله عليه وسلم {بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ} أي يُعْليه على كل الأديان. فالدين اسم بمعنى المصدر، ويستوي لفظ الواحد والجمع فيه. وقيل: أي ليظهر رسوله على الدين كله؛ أي على الدين الذي هو شَرْعه بالحجة ثم باليد والسيف؛ ونسخ ما عداه. {وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً} «شَهِيداً» نصب على التفسير، والباء زائدة؛ أي كفى الله شهيداً لنبيّه صلى الله عليه وسلم؛ وشهادته له تبيّن صحة نبوّته بالمعجزات. وقيل: «شَهِيداً» على ما أرسل به؛ لأن الكفار أبَوْا أن يكتبوا: «هذا ما صالح عليه محمد رسول الله».