أي أنزل السكينة ليزدادوا إيماناً. ثم تلك الزيادة بسبب إدخالهم الجنة. وقيل: اللام في «لِيُدْخِلَ» يتعلق بما يتعلق به اللام في قوله: «لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ» {وَكَانَ ذَلِكَ} أي ذلك الوعد من دخول مكة وغفران الذنوب. {عِندَ ٱللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً} أي نجاة من كل غم، وظفراً بكل مطلوب. وقيل: لما قرأ النبيّ صلى الله عليه وسلم على أصحابه {لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} قالوا: هنيئاً لك يا رسول الله، فماذا لنا؟ فنزل: {لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ} ولما قرأ {وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} قالوا: هنيئاً لك؛ فنزلت:
{ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } [المائدة: 3] فلما قرأ {وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً} نزل في حق الأمة: {وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً}. ولما قال: {وَيَنصُرَكَ ٱللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً } نزل: { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ } [الروم:7 4]. وهو كقوله تعالى: { إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } [الأحزاب: 56]. ثم قال: { هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ } [الأحزاب:3 4] ذكره القشيريّ.