{ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِى رَحْمَتِهِ } التي من جملتها الجنة. { ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْمُبِينُ } الظاهر لخلوصه عن الشوائب.
{ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَفَلَمْ تَكُنْ ءَايَـٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } أي فيقال لهم ألم يأتكم رسلي { أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ }، فحذف القول والمعطوف عليه اكتفاء بالمقصود واستغناء بالقرينة. { فَٱسْتَكْبَرْتُمْ } عن الإِيمان بها. { وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } عادتكم الإِجرام.
{ وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ ٱللَّهِ } يحتمل الموعود به والمصدر. { حَقّ } كائن هو أو متعلقه لا محالة: { وَٱلسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا } إفراد للمقصود، وقرأ حمزة بالنصب عطفاً على اسم إن. { قُلْتُم مَّا نَدْرِى مَا ٱلسَّاعَةُ } أي شيء الساعة استغراباً لها. { إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً } أصله نظن ظناً فأدخل حرفا النفي والاستثناء لإثبات الظن ونفي ما عداه كأنه قال: ما نحن نظن ظناً، أو لنفي ظنهم فيما سوى ذلك مبالغة ثم أكده بقوله: { وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ } أي لإِمكانه، ولعل ذلك قول بعضهم تحيروا بين ما سمعوا من آبائهم وما تليت عليهم من الآيات في أمر الساعة.
{ وَبَدَا لَهُمْ } ظهر لهم. { سَيّئَاتُ مَا عَمِلُواْ } على ما كانت عليه بأن عرفوا قبحها وعاينوا وخامة عاقبتها، أو جزاءها. { وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءونَ } وهو الجزاء.
{ وَقِيلَ ٱلْيَوْمَ نَنسَاكُمْ } نترككم في العذاب ترك ما ينسى. { كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـٰذَا } كما تركتم عدته ولم تبالوا به، وإضافة لقاء إلى يوم إضافة المصدر إلى ظرفه. { وَمَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مّن نَّـٰصِرِينَ } يخلصونكم منها.
{ ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذْتُمْ ءايَـٰتِ ٱللَّهِ هُزُواً } استهزأتم بها ولم تتفكروا فيها. { وَغَرَّتْكُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا } فحسبتم أن لا حياة سواها. { فَٱلْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا } وقرأ حمزة والكسائي بفتح الياء وضم الراء. { وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } لا يطلب منهم أن يعتبوا ربهم أي يرضوه لفوات أوانه.
{ فَلِلَّهِ ٱلْحَمْدُ رَبّ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَرَبّ ٱلأَرْضِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } إذا لكل نعمة منه ودال على كمال قدرته. { وَلَهُ ٱلْكِبْرِيَاء فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ } إذ ظهر فيها آثارها. { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } الذي لا يغلب. { ٱلْحَكِيمُ } فيما قدر وقضى فاحمدوه وكبروه وأطيعوا له. عن النبي صلى الله عليه وسلم
"من قرأ حم الجاثية ستر الله عورته وسكن روعته يوم الحساب" .