قال مقاتل بن حيان: هذه الآية في نفقة التطوع. وقال السدي: نسختها الزكاة، وفيه نظر، ومعنى الآية: يسألونك كيف ينفقون؟ قاله ابن عباس ومجاهد. فبين لهم تعالى ذلك، فقال: {قُلْ مَآ أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَٰلِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ وَٱلْيَتَـٰمَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينَ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ} أي: اصرفوها في هذه الوجوه. كما جاء الحديث:
"أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك" وتلا ميمون بن مهران هذه الآية، ثم قال: هذه مواضع النفقة، ما ذكر فيها طبلاً ولا مزماراً، ولا تصاوير الخشب، ولا كسوة الحيطان. ثم قال تعالى: {وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} أي: مهما صدر منكم من فعل معروف، فإن الله يعلمه، وسيجزيكم على ذلك أوفر الجزاء، فإنه لا يظلم أحداً مثقال ذرة.