يقول تعالـى ذكره مخبراً عن قـيـل الذين أدخـلوا الـجنة { إنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أحَلَّنا دَارَ الـمُقامَةِ }: أي ربنا الذي أنزلنا هذه الدار، يعنون الـجنة فدار الـمُقامة: دار الإقامة التـي لا نقلة معها عنها، ولا تـحوّل والـميـم إذا ضمت من الـمُقامة، فهي من الإقامة، فإذا فتـحت فهي من الـمـجلس، والـمكان الذي يُقام فـيه، قال الشاعر:
يَوْمانِ يَوْمُ مَقاماتٍ وأنْدِيَةٍ وَيَوْمُ سَيْرٍ إلـى الأعْدَاءِ تأْوِيبِ
وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { الَّذِي أحَلَّنا دَارَ الـمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ } أقاموا فلا يتـحوّلون.
وقوله: { لا يَـمَسُّنا فِـيها نَصَبٌ } يقول: لا يصيبنا فـيها تعب ولا وجع { وَلا يَـمَسُّنا فِـيها لُغُوبٌ } يعنـي بـاللغوب: العناء والإعياء. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا مـحمد بن عبـيد، قال: ثنا موسى بن عمير، عن أبـي صالـح، عن ابن عبـاس، فـي قوله: { لا يَـمَسُّنا فِـيها نَصَبٌ وَلا يَـمَسُّنا فِـيها لُغُوبٌ } قال: اللغوب: العناء.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { لا يَـمَسُّنا فِـيها نَصَبٌ }: أي وجع.