يقول تعالـى ذكره: وإن لوطاً الـمرسل من الـمرسلـين { إذْ نَـجَّيْناهُ وأهْلَهُ أجمَعِينَ } يقول: إذ نـجَّينا لوطاً وأهله أجمعين من العذاب الذي أحللناه بقومه، فأهلكناهم به { إلاَّ عَجُوزاً فـي الغَابِرِينَ } يقول: إلا عجوزاً فـي البـاقـين، وهي امرأة لوط، وقد ذكرنا خبرها فـيـما مضى، واختلاف الـمختلفـين فـي معنى قوله { فِـي الغابِرينَ }، والصواب من القول فـي ذلك عندنا. وقد:
حُدثت عن الـمسيِّب بن شريك، عن أبـي روق، عن الضحاك { إلاَّ عَجُوزاً فـي الغابِرِينَ } يقول: إلا امرأته تـخـلَّفت فمسخت حجراً، وكانت تسمى هيشفع.
حدثنا مـحمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ، فـي قوله: { إلاَّ عَجُوزاً فِـي الغابِرِينَ } قال: الهالكين.
وقوله: { ثُمَّ دَمَّرْنا الآخَرِينَ } يقول: ثم قذفناهم بـالـحجارة من فوقهم، فأهلكناهم بذلك.