يقول تعالـى ذكره لهؤلاء الـمشركين من أهل مكة، القائلـين لـمـحمد: شاعر مـجنون { إنَّكُمْ } أيها الـمشركون { لَذائِقُوا العَذَابِ الألـيـمِ } الـموجع فـي الآخرة { وَما تُـجْزَوْنَ } يقول: وما تُثابون فـي الآخرة إذا ذقتـم العذاب الألـيـم فـيها { إلاَّ } ثواب { ما كُنْتُـمْ تَعْمَلُونَ } فـي الدنـيا، معاصِيَ الله. وقوله: { إلاَّ عِبـادَ اللّهِ الـمُخْـلَصِينَ } يقول: إلا عبـاد الله الذين أخـلصهم يوم خـلقهم لرحمته، وكتب لهم السعادة فـي أمّ الكتاب، فإنهم لا يذوقون العذاب، لأنهم أهل طاعة الله، وأهل الإيـمان به.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { إلاَّ عِبـادَ اللّهِ الـمُخْـلَصِينَ } قال: هذه ثَنِـية الله.
وقوله: { أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ } يقول: هؤلاء هم عبـاد الله الـمخـلَصون لهم رزق معلوم وذلك الرزق الـمعلوم: هو الفواكه التـي خـلقها الله لهم فـي الـجنة، كما:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ معْلُومٌ } فـي الـجنة.
حدثنا مـحمد بن الـحسين، قال: ثنا أحمد بن الـمفضل، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ، فـي قوله: { أُولئكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ } قال: فـي الـجنة.