يقول تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد للمتخلفين عن الهجرة إلى دار الإسلام المقيمين بدار الشرك: إن كان المقام مع آبائكم وأبنائكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم، وكانت { أمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا } يقول: اكتسبتموها، { وتِجارَةٌ تَخْشَوْن كَسادَها } بفراقكم بلدكم، { وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها } فسكنتموها { أحَبّ إليكُم } من الهجرة إلى الله ورسوله من دار الشرك ومن جهاد في سبيله، يعني في نصرة دين الله الذي ارتضاه. { فَترَبَّصُوا } يقول: فتنظَّروا، { حتى يَأْتيَ اللَّهُ بأمْرِهِ } حتى يأتي الله بفتح مكة. { وَاللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفاسِقِينَ } يقول: والله لا يوفق للخير الخارجين عن طاعته وفي معصيته.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: { حتى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأمْرِهِ } بالفتح.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد: { فَترَبَّصُوا حتى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأمْرِهِ } فتح مكة.
حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: { وأمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها } يقول: تخشون أن تكسد فتبيعوها. { وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها } قال: هي القصور والمنازل.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { وأمْوَالٌ اقْتَرَفْتَمُوها } يقول: أصبتموها.