شرح الكلمات:
شهيداً: على أني رسول الله إليكم وقد بلغتكم وعلى أنكم كفرتم وعاندتم.
فلن تجد لهم أولياء: أي يهدونهم.
على وجوههم: أي يمشون على وجوههم.
عمياً وبكماً وصماً: لا يبصرون ولا ينطقون ولا يسمعون.
كلما خبت: أي سكن لهبها زدناهم سعيراً أي تلهباً واستعاراً.
وقالوا: أي منكرين للبعث.
مثلهم: أي أناساً مثلهم.
أجلاً: وقتاً محدداً.
معنى الآيات:
ما زال السياق في تقرير النبوة المحمدية إذ يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم: قل لأولئك المنكرين أن يكون الرسول بشراً، {كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} على أني رسوله وأنتم منكرون عليَّ ذلك.
إنه تعالى كان وما زال {بِعِبَادِهِ خَبِيراً} أي ذا خبرة تامة بهم {بَصِيراً} بأحوالهم يعلم المحق منهم من المبطل، والصادق من الكاذب وسيجزي كلاً بعدله ورحمته.
وقوله تعالى: {وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ} يخبر تعالى أن الهدايه بيده تعالى فمن يهده الله فهو المهتدي بحق، {وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِهِ} أي يهدونهم بحال من الأحوال، وفي هذا الكلام تسلية للرسول وعزاء في قومه المصرّين على الجحود والانكار لرسالته.
وقوله: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ} أي أولئك المكذبين الضالين الذين ماتوا على ضلالهم وتكذيبهم فلم يتوبوا نحشرهم يوم القيامة، يمشون على وجوههم حال كونهم عمياً لا يبصرون، بكماً لا ينطقون، صماً لا يسمعون وقوله تعالى: {مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ} أي محل استقرارهم في ذلك اليوم جهنم الموصوفة بأنها {كُلَّمَا خَبَتْ} أي سكن لهبها عنهم زادهم الله سعيراً أي تلهباً واستعاراً. وقوله تعالى: {ذَلِكَ جَزَآؤُهُم} أي ذلك العذاب المذكور جزاؤهم بأنهم كفروا بآيات الله أي بسبب كفرهم بآيات الله. وقولهم إنكاراً للبعث الآخر واستبعاداً له: {أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً} أي تراباً {أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً} ورد الله تعالى على هذا الاستبعاد منهم للحياة الثانية فقال: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ} أي أينكرون البعث الآخر؟ ولم يروا بعيون قلوبهم {أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ}؟؟! بلى إنه لقادر لو كانوا يعلمون!
وقوله تعالى: {وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً} أي وقتاً محدوداً معيناً لهلاكهم وعذابهم {لاَّ رَيْبَ فِيهِ} وهم صائرون إليه لا محالة، وقوله: {فَأَبَىٰ ٱلظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُوراً} أي مع هذا البيان والاستدلال العقلي أبى الظالمون إلا الجحود والكفران ليحق عليهم كلمة العذاب فيذوقوه والعياذ بالله تعالى.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
1- عظم شهادة الله تعالى ووجوب الاكتفاء بها.
2- الهداية والاضلال بيد الله فيجب طلب الهداية منه والاستعاذة به من الضلال.
3- فظاعة عذاب يوم القيامة إذ يحشر الظالمون يمشون على وجودهم كالحيات وهم صم بكم عمي والعياذ بالله تعالى من حال أهل النار.
4- جهنم جزاء الكفر بآيات الله والانكار للبعث والجزاء يوم القيامة.
5- دليل البعث عقلي كما هو نقلي فالقادر على البدء، قادر عقلاً على الإِعادة بل الاعادة - عقلاً - أهون من البدء للخلق من لا شيء.