تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
أي: { وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلا أُمَّةً وَاحِدَةً } متفقين على الدين الصحيح، ولكنهم اختلفوا، فبعث الله الرسل مبشرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه.
{ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ } بإمهال العاصين وعدم معاجلتهم بذنوبهم، { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } بأن ننجي المؤمنين، ونهلك الكافرين المكذبين، وصار هذا فارقا بينهم { فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } ولكنه أراد امتحانهم وابتلاء بعضهم ببعض، ليتبين الصادق من الكاذب.
{ وَيَقُولُونَ } أي: المكذبون المتعنتون، { لَوْلا أُنزلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ } يعنون: آيات الاقتراح التي يعينونها كقولهم: { { لَوْلا أُنزلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا } الآيات.
وكقولهم: { { وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأرْضِ يَنْبُوعًا } الآيات.
{ فَقُلْ } لهم إذا طلبوا منك آية { إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ } أي: هو المحيط علما بأحوال العباد، فيدبرهم بما يقتضيه علمه فيهم وحكمته البديعة، وليس لأحد تدبير في حكم ولا دليل، ولا غاية ولا تعليل.
{ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ } أي: كل ينتظر بصاحبه ما هو أهل له، فانظروا لمن تكون العاقبة.