تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
يقول تعالى: { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا } وقت نومكم بالليل { أَوْ نَهَارًا } في وقت غفلتكم { مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ } أي: أي بشارة استعجلوا بها؟ وأي عقاب ابتدروه؟.
{ أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ } فإنه لا ينفع الإيمان حين حلول عذاب الله، ويقال لهم توبيخًا وعتابًا في تلك الحال التي زعموا أنهم يؤمنون، { آلآنَ } تؤمنون في حال الشدة والمشقة؟ { وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } فإن سنة الله في عباده أنه يعتبهم إذا استعتبوه قبل وقوع العذاب، فإذا وقع العذاب لا ينفع نفسًا إيمانها، كما قال تعالى عن فرعون، لما أدركه الغرق { قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ } وأنه يقال له: { الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين } } .
وقال تعالى: { فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ } وقال هنا: { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلآنَ } تدعون الإيمان { وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } فهذا ما عملت أيديكم، وهذا ما استعجلتم به.
{ ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا } حين يوفون أعمالهم يوم القيامة: { ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ } أي: العذاب الذي تخلدون فيه، ولا يفتر عنكم ساعة. { هَلْ تُجْزَوْنَ إِلا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ } من الكفر والتكذيب والمعاصي.