خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ فِي ٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ
٦
إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِٱلْحَيٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ
٧
أُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
٨
إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ
٩
دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
١٠
وَلَوْ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسْتِعْجَالَهُمْ بِٱلْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
١١
وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
١٢
وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذٰلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ
١٣
ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي ٱلأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ
١٤
-يونس

تفسير القرآن

{ إِنَّ فِي ٱخْتِلاَفِ ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } في تقلب الليل والنهار وزيادتهما ونقصانهما وذهابهما ومجيئهما { وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } وفيما خلق الله من الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك { وَٱلأَرْضِ } من الشجر والدواب والجبال والبحار وغير ذلك { لآيَاتٍ } لعلامات لوحدانية الرب { لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ } يطيعون { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ } لا يخافون { لِقَآءَنَا } بالبعث بعد الموت ويقال لا يقرون بالبعث بعد الموت { وَرَضُواْ بِٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا } اختاروا ما في الحياة الدنيا على الآخرة { وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا } رضوا بها { وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا } عن محمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { غَافِلُونَ } جاحدون تاركون لها { أُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمُ } مصيرهم { ٱلنَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } يقولون ويعملون في الشرك { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم { يَهْدِيهِمْ } يدخلهم { رَبُّهُمْ } الجنة { بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ } من تحت شجرهم ومساكنهم { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ دَعْوَاهُمْ } قولهم { فِيهَا } في الجنة إن اشتهوا شيئاً { سُبْحَانَكَ ٱللَّهُمَّ } فتأتي لهم الخدم بما يشتهون { وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ } يحيي بعضهم بعضاً بالسلام { وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ } قولهم بعد الأكل والشرب { أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ وَلَوْ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ } دعاءهم بالشر { ٱسْتِعْجَالَهُمْ بِٱلْخَيْرِ } كاستعجال دعائهم بالخير { لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } لهلكوا { فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } لا يخافون البعث بعد الموت { فِي طُغْيَانِهِمْ } في كفرهم وضلالتهم { يَعْمَهُونَ } يمضون عمهة لا يبصرون { وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ٱلضُّرُّ } إذا أصاب الكافر الشدة أو المرض وهو هشام بن المغيرة المخزومي { دَعَانَا لِجَنبِهِ } مضطجعاً { أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ } رفعنا ما كان به من الشدة والبلاء { مَرَّ } استمر على ترك الدعاء { كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَىٰ ضُرٍّ } إلى شدة { مَّسَّهُ } أصابه { كَذٰلِكَ } هكذا { زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ } للمشركين { مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } في الشرك من الدعاء في الشدة وترك الدعاء في الرخاء { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ } حين كفروا { وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } بالأمر والنهي والعلامات { وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ } يقول لم يؤمنوا بما كذبوا به يوم الميثاق { كَذٰلِكَ } هكذا { نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ } المشركين بالهلاك { ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ } يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم { خَلاَئِفَ } استخلفناكم { فِي ٱلأَرْضِ مِن بَعْدِهِم } من بعد هلاكهم { لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } ماذا تعملون من الخير.