{فَٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} نلقيك على النجاة بدرعك {لِتَكُونَ} لكي تكون {لِمَنْ خَلْفَكَ} من الكفار {آيَةً} عبرة لكي لا يقتدوا بمقالتك ويعلموا أنك لست بإله {وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ} يعني الكفار {عَنْ آيَاتِنَا} عن كتابنا ورسولنا {لَغَافِلُونَ} لجاحدون {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا} أنزلنا {بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ} أرضاً كريمة أردن وفلسطين {وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ} المن والسلوى والغنائم {فَمَا ٱخْتَلَفُواْ} اليهود والنصارى في محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن {حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ} البيان ما في كتابهم في محمد عليه الصلاة والسلام بنعته وصفته {إِنَّ رَبَّكَ} يا محمد {يَقْضِي بَيْنَهُمْ} بين اليهود والنصارى {يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ} في الدين {يَخْتَلِفُونَ} يخالفون {فَإِن كُنتَ} يا محمد {فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ} مما أنزلنا جبريل به يعني القرآن {فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ} يعني التوراة {مِن قَبْلِكَ} عبد الله بن سلام وأصحابه فلم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن بذلك شاكاً إنما أراد الله بما قال لقومه {لَقَدْ جَآءَكَ} يا محمد {ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ} يعني جبريل بالقرآن من ربك فيه خبر الأولين {فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ} الشاكين {وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ} كتاب الله ورسوله {فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ} من المغبونين بنفسك {إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ} وجبت {عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ} بالعذاب {لاَ يُؤْمِنُونَ} في علم الله {وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ} طلبوا منك فلا يؤمنوا {حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ} يوم بدر ويوم أحد ويوم الأحزاب {فَلَوْلاَ كَانَتْ} هلا كانت {قَرْيَةٌ آمَنَتْ} أهل قرية آمنت عند نزول العذاب {فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا} يقول لم ينفع إيمانهم عند نزول العذاب {إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ} نفع إيمانهم {لَمَّآ آمَنُواْ} حين آمنوا {كَشَفْنَا} صرفنا {عَنْهُمْ عَذَابَ ٱلخِزْيِ} الشديد {فِي ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ} تركناهم بلا عذاب إلى حين الموت {وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ} يا محمد {لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً} جميع الكفار {أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ} تجبر الناس {حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ} كافرة {أَن تُؤْمِنَ} بالله {إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ} بإرادة الله وتوفيقه {وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ} يترك التكذيب {عَلَى ٱلَّذِينَ} في قلوب الذين {لاَ يَعْقِلُونَ} توحيد الله نزلت هذه الآية في شأن أبي طالب حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إيمانه ولم يرد الله أن يؤمن {قُلِ} لهم يا محمد {ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ} من الشمس والقمر والنجوم {وَٱلأَرْضِ} وماذا في الأرض من الشجر والدواب والجبال والبحار كلها آية لكم ثم قال {وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ} الرسل {عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ} في علم الله.