{أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ} عملوا لغير الله {لَيْسَ لَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ ٱلنَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا} رد عليهم ما عملوا في الدنيا من الخيرات {وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} ولا يثابون في الآخرة بما كانوا يعملون في الدنيا من الخيرات لأنهم عملوا لغير الله {أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ} على بيان نزل من ربه يعني القرآن {وَيَتْلُوهُ} يقرأ عليه القرآن {شَاهِدٌ مِّنْهُ} من الله يعني جبريل {وَمِن قَبْلِهِ} من قبل القرآن {كِتَابُ مُوسَىٰ} توراة موسى قرأ عليه جبريل {إِمَاماً} يقتدى به {وَرَحْمَةً} لمن آمن به {أُوْلَـٰئِكَ} من آمن بكتاب موسى {يُؤْمِنُونَ بِهِ} بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن وهو عبد الله بن سلام وأصحابه {وَمَن يَكْفُرْ بِهِ} بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن {مِنَ ٱلأَحْزَابِ} من جميع الكفار {فَٱلنَّارُ مَوْعِدُهُ} مصيره {فَلاَ تَكُ} يا محمد {فِي مِرْيَةٍ} في شك {مِّنْهُ} من مصير من كفر بالقرآن {إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ} إن مصير من كفر بالقرآن النار ويقال {فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ} في شك منه من القرآن {إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ} نزل به جبريل {وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ} أهل مكة {لاَ يُؤْمِنُونَ وَمَنْ أَظْلَمُ} أعتى وأجرأ {مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ} اختلق {عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أُوْلَـٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ} يساقون إلى ربهم {وَيَقُولُ ٱلأَشْهَادُ} الملائكة والأنبياء {هَـٰؤُلاۤءِ} الكفار {ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ ٱللَّهِ} عذاب الله {عَلَى ٱلظَّالِمِينَ} المشركين {ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ} يصرفون {عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ} عن دين الله وطاعته {وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً} يطلبونها زيغاً ويقال غيراً {وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ} بالبعث بعد الموت {هُمْ كَافِرُونَ} جاحدون {أُولَـٰئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ} بفائتين من عذاب الله {وَمَا كَانَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ} من عذاب الله {مِنْ أَوْلِيَآءَ} تحفظهم {يُضَاعَفُ لَهُمُ ٱلْعَذَابُ} يعني الرؤساء {مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ ٱلسَّمْعَ} الاستماع إلى كلام محمد صلى الله عليه وسلم من بغضه ويقال بما كانوا لا يستطيعون السمع الاستماع إلى كلام محمد عليه الصلاة و السلام {وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ} إلى محمد عليه الصلاة و السلام من بغضه ويقال وما كانوا يبصرون محمداً صلى الله عليه وسلم من بغضه {أُوْلَـٰئِكَ} الرؤساء هم {ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ} غبنوا أنفسهم وأهاليهم ومنازلهم وخدمهم في الجنة وورثه غيرهم من المؤمنين {وَضَلَّ عَنْهُمْ} بطل واشتغل عنهم بأنفسهم {مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} يعبدون من دون الله بالكذب {لاَ جَرَمَ} حقاً {أَنَّهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ} المغبونون بذهاب الجنة وما فيها.