خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ
١٠٤
وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ
١٠٥
وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ
١٠٦
أَفَأَمِنُوۤاْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
١٠٧
قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ
١٠٨
وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
١٠٩
حَتَّىٰ إِذَا ٱسْتَيْأَسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ
١١٠
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
١١١
-يوسف

تفسير القرآن

{ وَمَا تَسْئَلُهُمْ } يا محمد { عَلَيْهِ } على التوحيد { مِنْ أَجْرٍ } من جعل { إِنْ هُوَ } ما هو يعني القرآن { إِلاَّ ذِكْرٌ } عظة { لِّلْعَالَمِينَ } الجن والإنس { وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ } من علامة { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } من الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك { وَٱلأَرْضِ } وما في الأرض من الجبال والبحار والشجر والدواب وغير ذلك { يَمُرُّونَ عَلَيْهَا } أهل مكة { وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ } مكذبون بها لا يتفكرون فيها { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ } أهل مكة { بِٱللَّهِ } في السر ويقال بعبودية الله { إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } بوحدانية الله في العلانية { أَفَأَمِنُوۤاْ } أهل مكة { أَن تَأْتِيَهُمْ } أن لا تأتيهم { غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ } عذاب من عذاب الله مثل يوم بدر { أَوْ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ } عذاب الساعة { بَغْتَةً } فجأة { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } بنزول العذاب { قُلْ } يا محمد لأهل مكة { هَـٰذِهِ } يعني ملة إبراهيم { سَبِيلِيۤ } ديني { أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ } على دين وبيان { أَنَاْ } أدعو { وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي } آمن بي يدعون إلى الله أيضاً على بصيرة على دين وبيان { وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ } نزه نفسه عن الولد والشريك { وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } مع المشركين على دينهم { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ } يا محمد { إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ } نرسل إليهم جبريل كما أرسل إليك { مِّنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ } منسوب إلى القرى مثلك { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ } أهل مكة { فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ } فيتفكروا { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ } كيف صار آخر أمر { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من الكفار { وَلَدَارُ ٱلآخِرَةِ } الجنة { خَيْرٌ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } الكفر والشرك والفواحش وآمنوا بالله وبمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أفليس لكم ذهن الإنسانية أن الآخرة خير من الدنيا ويقال إن الدنيا تفنى والآخرة تبقى ويقال أفلا تصدقون بما أصاب الأولين حيث كذبوا الرسل { حَتَّىٰ إِذَا ٱسْتَيْئَسَ ٱلرُّسُلُ } فلما أيس الرسل من إجابة القوم { وَظَنُّوۤاْ } علموا وأيقنوا يعني الرسل { أَنَّهُمْ } يعني قومهم { قَدْ كُذِبُواْ } كذبوهم بما جاؤوا به من الله إن قرئت مشددة ويقال وظنوا يعني القوم يعني الرسل قد كذبوا أخلف وعد الرسل إن قرئت مخففة { جَآءَهُمْ نَصْرُنَا } يعني عذابنا بهلاك قومهم { فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُ } يعني الرسل ومن آمن بالرسل { وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا } عذابنا { عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ } المشركين { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ } في خبرهم خبر يوسف وإخوته { عِبْرَةٌ } آية { لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } لذوي العقول من الناس { مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَىٰ } يعني القرآن ليس بحديث يختلق { وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } موافق للتوراة والإنجيل وسائر الكتب بالتوحيد وبعض الشرائع وخبر يوسف { وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ } تبيان كل شيء من الحلال والحرام { وَهُدًى } من الضلالة { وَرَحْمَةً } من العذاب { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن الذي أنزل إليك من ربك والله أعلم بأسرار كتابه.