خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ذٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِٱلْغَيْبِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ ٱلْخَائِنِينَ
٥٢
وَمَآ أُبَرِّىءُ نَفْسِيۤ إِنَّ ٱلنَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِٱلسُّوۤءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيۤ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٥٣
وَقَالَ ٱلْمَلِكُ ٱئْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ ٱلْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ
٥٤
قَالَ ٱجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ
٥٥
وَكَذٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ٱلأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَآءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَشَآءُ وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ
٥٦
وَلأَجْرُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ
٥٧
وَجَآءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ
٥٨
وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ٱئْتُونِي بِأَخٍ لَّكُمْ مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّيۤ أُوفِي ٱلْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ ٱلْمُنْزِلِينَ
٥٩
فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ
٦٠
-يوسف

تفسير القرآن

قال يوسف { ذٰلِكَ لِيَعْلَمَ } العزيز { أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ } في امرأته { بِٱلْغَيْبِ } إذا غاب عني { وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي } لا يصوب ولا يرضى { كَيْدَ ٱلْخَائِنِينَ } عمل الزانين فقال له جبريل عليه السلام ولا حين هممت بها يا يوسف فقال يوسف { وَمَآ أُبَرِّىءُ نَفْسِيۤ } قلبي من الهم { إِنَّ ٱلنَّفْسَ } يعني القلب { لأَمَّارَةٌ } للجسد { بِٱلسُّوۤءِ } بالقبيح من العمل { إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيۤ } عصم ربي { إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ } متجاوز { رَّحِيمٌ } لما هممت { وَقَالَ ٱلْمَلِكُ ٱئْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي } أخصه لنفسي دون العزيز { فَلَمَّا كَلَّمَهُ } بعد ما جاء إليه وفسر رؤياه { قَالَ } له الملك { إِنَّكَ ٱلْيَوْمَ لَدَيْنَا } عندنا { مِكِينٌ } لك قدر ومنزلة { أَمِينٌ } بالأمانة ويقال بما وليتك { قَالَ ٱجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلأَرْضِ } على خراج مصر { إِنِّي حَفِيظٌ } بتقديرها { عَلِيمٌ } بساعة الجوع حين يقع ويقال حفيظ لما وليتني عليم بجميع ألسن الغرباء الذين يأتونك { وَكَذٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ } هكذا مكنا يوسف { فِي ٱلأَرْضِ } أرض مصر { يَتَبَوَّأُ } ينزل { مِنْهَا } فيها { حَيْثُ يَشَآءُ } يريد { نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا } نخص برحمتنا النبوة والإسلام { مَن نَشَآءُ } من كان أهلاً لذلك { وَلاَ نُضِيعُ } لا نبطل { أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ } ثواب المؤمنين المحسنين بالقول والفعل { وَلأَجْرُ ٱلآخِرَةِ } ثواب الآخرة { خَيْرٌ } من ثواب الدنيا { لِّلَّذِينَ آمَنُواْ } بالله وجملة الكتب والرسل { وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } الكفر والشرك والفواحش { وَجَآءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ } إلى مصر وهم عشرة { فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ } على يوسف { فَعَرَفَهُمْ } يوسف أنهم إخوته { وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } لا يعرفون أنه أخوهم يوسف { وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ } كال لهم كيلهم { قَالَ ٱئْتُونِي بِأَخٍ لَّكُمْ مِّنْ أَبِيكُمْ } كما قلتم إن لنا أخاً من أبينا عند أبينا { أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّيۤ أُوفِي ٱلْكَيْلَ } أوفر الكيل ويقال بيدي كيل الطعام { وَأَنَاْ خَيْرُ ٱلْمُنْزِلِينَ } أفضل المضيفين { فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ } بأخيكم من أبيكم { فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي } فيما تستقبلون { وَلاَ تَقْرَبُونِ } مرة أخرى.