خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ
٢٠
أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ
٢١
إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وَاحِدٌ فَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ
٢٢
لاَ جَرَمَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ
٢٣
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَّاذَآ أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ
٢٤
لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ
٢٥
قَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِّنَ ٱلْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ ٱلسَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ
٢٦
ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ إِنَّ ٱلْخِزْيَ ٱلْيَوْمَ وَٱلْسُّوۤءَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ
٢٧
ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوۤءٍ بَلَىٰ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
٢٨
فَٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ
٢٩
-النحل

تفسير القرآن

{ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ } يعبدون { مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً } لا يقدرون أن يخلقوا شيئاً كخلقنا { وَهُمْ يُخْلَقُونَ } ينحتون مخلوقة منحوتة { أَمْواتٌ } أصنام أموات { غَيْرُ أَحْيَآءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ } يعني الآلهة { أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } من القبور فيحاسبون ويقال ما يعلم الكفار متى يحاسبون ويقال ما تعلم الملائكة متى يحاسبون { إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ } يعلم ذلك لا الآلهة { فَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت { قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ } بالتوحيد { وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ } عن الإيمان { لاَ جَرَمَ } لا جرم حقّاً { أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ } ما يخفون من البغض والحسد والمكر والخيانة { وَمَا يُعْلِنُونَ } ما يظهرون من الشتم والطعن والقتال { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ } عن الإيمان { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } للمقتسمين { مَّاذَآ أَنْزَلَ رَبُّكُمْ } ماذا يقول لكم محمد صلى الله عليه وسلم من ربكم { قَالُواْ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } كذب الأولين وأحاديثهم { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ } آثامهم { كَامِلَةً } وافرة { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ } مثل آثام { ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ } يصرفونهم عن محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن والإيمان { بِغَيْرِ عِلْمٍ } بلا علم ولا حجة { أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } بئس ما يحملون من الذنوب يعني المقتسمين { قَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } بأنبيائهم كما مكر المقتسمون بمحمد عليه الصلاة والسلام وهو نمروذ الجبار الذي بنى الصرح { فَأَتَى ٱللَّهُ بُنْيَانَهُمْ } قلع بنيانهم الصرح { مِّنَ ٱلْقَوَاعِدِ } من الأساس { فَخَرَّ عَلَيْهِمُ ٱلسَّقْفُ } فوقع عليهم الصرح { مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ ٱلْعَذَابُ } بالهدم { مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } لا يعلمون { ثُمَّ } هو { يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ } يعذبهم ويذلهم { وَيَقُولُ } الله يوم القيامة { أَيْنَ شُرَكَآئِيَ } يعني الآلهة التي زعمتم أنهم شركائي { ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ } تخالفون لقبلهم وتعادون أنبيائي لقبلهم { قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } يعني الملائكة { إِنَّ ٱلْخِزْيَ ٱلْيَوْمَ } العذاب يوم القيامة { وَٱلْسُّوۤءَ } النار والشدة { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ } قبضتهم الملائكة يوم بدر { ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ } بالكفر { فَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ } ردوا الجواب ويقال خضعوا لله { مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوۤءٍ } نعبد من شيء من دون الله وما كنا مشركين بالله { بَلَىٰ } يقول الله بلى { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } وتقولون وتعبدون من دون الله { فَٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا } مقيمين فيها لا تموتون ولا تخرجون منها { فَلَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ } منزل الكافرين جهنم.