{ وَإِذَا رَأى ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَآءَهُمْ } آلهتهم { قَالُواْ رَبَّنَا } يا ربنا { هَـٰؤُلآءِ شُرَكَآؤُنَا } آلهتنا { ٱلَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْا } نعبد { مِن دُونِكَ } أمرونا بعبادتهم { فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ ٱلْقَوْلَ } ردوا إليهم الجواب يعني الأصنام { إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ } في مقالتكم ما أمرناكم وما كنا نعلم بعبادتكم { وَأَلْقَوْاْ إِلَىٰ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ ٱلسَّلَمَ } استسلم العابد والمعبود لله تعالى { وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } بطل افتراؤهم على الله ويقال اشتغل بأنفسهم آلهتهم التي كانوا يعبدون بالكذب { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } عن دين الله وطاعته { زِدْنَاهُمْ عَذَاباً } عذاب الحيات والعقارب والجوع والعطش والزمهرير وغير ذلك { فَوْقَ ٱلْعَذَابِ } فوق عذاب النار { بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ } يقولون ويعملون من المعاصي والشرك.
{ وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ } نخرج من كل جماعة { شَهِيداً } نبياً { عَلَيْهِمْ } شهيداً بالبلاغ { مِّنْ أَنْفُسِهِمْ } آدمياً مثلهم { وَجِئْنَا بِكَ } يا محمد { شَهِيداً عَلَىٰ هَـٰؤُلآءِ } على أمتك ويقال مزكياً لهم { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } جبريل بالقرآن { تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ } من الحلال والحرام والأمر والنهي { وَهُدًى } من الضلالة { وَرَحْمَةً } من العذاب { وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ } الجنة { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ } بالتوحيد { وَٱلإحْسَانِ } بأداء الفرائض ويقال بالإحسان إلى الناس { وَإِيتَآءِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ } يعني صلة الرحم { وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاءِ } عن المعاصي كلها { وَٱلْمُنْكَر } ما لا يعرف في شريعة ولا سنة { وَٱلْبَغْيِ } الاستطالة والظلم { يَعِظُكُمْ } ينهاكم عن الفحشاء والمنكر والبغي { لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } لكي تتعظوا بأمثال القرآن { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ } نزلت هذه الآية في كندة ومراد ويقال أتموا العهود بالله إذا حلفتم بالله بالوفاء { وَلاَ تَنقُضُواْ ٱلأَيْمَانَ } يعني العهود فيما بينكم { بَعْدَ تَوْكِيدِهَا } تغليظها وتشديدها { وَقَدْ جَعَلْتُمُ ٱللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً } يعني شهيداً ويقال حفيظاً معناه وقد قلتم الله شهيد علينا بالوفاء على كلا الفريقين { إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } من النقض والوفاء { وَلاَ تَكُونُواْ } في نقض العهد { كَٱلَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا } يعني رابطة الحمقاء { مِن بَعْدِ قُوَّةٍ } إبرام وإحكام { أَنكَاثاً } أنقاضاً { تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ } عهودكم { دَخَلاً } مكراً وخديعة { بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ } بأن تكون جماعة { هِيَ أَرْبَى } أكثر { مِنْ أُمَّةٍ } من جماعة { إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ ٱللَّهُ بِهِ } يختبركم بالكثرة ويقال بنقض العهد { وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ } في الدين { تَخْتَلِفُونَ } تخالفون.