خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱنْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً
٤٨
وَقَالُوۤاْ أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً
٤٩
قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً
٥٠
أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ ٱلَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيباً
٥١
يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً
٥٢
وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً
٥٣
رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً
٥٤
وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً
٥٥
قُلِ ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ ٱلضُّرِّ عَنْكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً
٥٦
أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً
٥٧
-الإسراء

تفسير القرآن

{ ٱنْظُرْ } يا محمد { كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ } كيف شبهوك بالمسحور { فَضَلُّواْ } فأخطؤوا في المقالة { فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً } مخرجاً عن مقالتهم ويقال حجة على ما قالوا { وَقَالُوۤاْ } يعني النضر وأصحابه { أَءِذَا كُنَّا } صرنا { عِظَاماً } بالية { وَرُفَاتاً } تراباً رميماً { أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } لمحيون { خَلْقاً جَدِيداً } تجدد بعد الموت فينا الروح { قُلْ } لهم يا محمد { كُونُواْ حِجَارَةً } لو كنتم حجارة أو أشد من الحجارة { أَوْ حَدِيداً } أو أقوى من الحديد { أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ } يعني الموت لبعثتم { فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا } يحيينا { قُلِ } لهم يا محمد { ٱلَّذِي فَطَرَكُمْ } خلقكم { أَوَّلَ مَرَّةٍ } في بطون أمهاتكم { فَسَيُنْغِضُونَ } يهزون { إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ } تعجباً لقولك { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ } متى هذا الذي تعدنا { قُلْ عَسَىٰ } وعسى من الله واجب { أَن يَكُونَ قَرِيباً } ثم بين لهم فقال { يَوْمَ } في يوم { يَدْعُوكُمْ } إسرافيل في الصور { فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ } فتستجيبون داعي الله بأمره { وَتَظُنُّونَ } تحسبون { إِن لَّبِثْتُمْ } في القبور { إِلاَّ قَلِيلاً وَقُل لِّعِبَادِي } عمر وأصحابه { يَقُولُواْ } للكفار بالكلمة { ٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } بالسلام واللطف { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ } يفسد بينهم إن جئتم بالجفاء { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً } ظاهر العداوة وهذا قبل أن أمروا بالقتال { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ } بصلاحكم { إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ } فينجيكم من أهل مكة { أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ } فيسلطهم عليكم { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } كفيلاً تؤخذ بهم { وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } من المؤمنين بصلاحهم { وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ } بالخلة والكلام { وَآتَيْنَا } وأعطينا { دَاوُودَ زَبُوراً } كتاباً وموسى التوراة وعيسى الإنجيل ومحمداً صلى الله عليه وسلم الفرقان { قُلِ } يا محمد لخزاعة الذين كانوا يعبدون الجن وظنوا أنهم الملائكة { ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُم } عبدتم { مِّن دُونِهِ } من دون الله عند الشدة { فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ ٱلضُّرِّ عَنْكُمْ } رفع الشدة عنكم { وَلاَ تَحْوِيلاً } إلى غيركم { أُولَـٰئِكَ } يعني الملائكة { ٱلَّذِينَ } هم الذين { يَدْعُونَ } يعبدون ربهم { يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ } يطلبون بذلك إلى ربهم القربة والفضيلة { أَيُّهُمْ أَقْرَبُ } إلى الله { وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ } جنته { وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً } لم يأتهم الأمان.