{وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ} عصمناك وحفظناك {لَقَدْ كِدتَّ} هممت {تَرْكَنُ} تميل {إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً} فيما طلبوك {إِذاً} أو أعطيت ما طلبوك {لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ ٱلْحَيَاةِ} عذاب الدنيا {وَضِعْفَ ٱلْمَمَاتِ} عذاب الآخرة {ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً} مانعاً {وَإِن كَادُواْ} وقد كادوا يعني اليهود {لَيَسْتَفِزُّونَكَ} ليستزلونك {مِنَ ٱلأَرْضِ} أرض المدينة {لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا} إلى الشأم {وَإِذاً} لو أخرجوك من المدينة {لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً} يسيراً حتى نهلكهم {سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا} أهلكنا قومهم إذا خرج الرسل من بين أظهرهم {وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا} لعذابنا {تَحْوِيلاً} تغييراً {أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ} أتم الصلاة يا محمد {لِدُلُوكِ ٱلشَّمْسِ} بعد زوال الشمس صلاة الظهر والعصر {إِلَىٰ غَسَقِ ٱلْلَّيْلِ} وبعد دخول الليل صلاة المغرب والعشاء {وَقُرْآنَ ٱلْفَجْرِ} صلاة الغداة {إِنَّ قُرْآنَ ٱلْفَجْرِ} صلاة الغداة {كَانَ مَشْهُوداً} تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار {وَمِنَ ٱلْلَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ} بقراءة القرآن والتهجد بعد النوم {نَافِلَةً} فضيلة {لَّكَ} ويقال خاصة لك {عَسَىٰ} وعسى من الله واجب {أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً} أن يقيمك ربك مقاماً محموداً مقام الشفاعة محموداً يحمدك الأولون والآخرون {وَقُل رَّبِّ} يا رب {أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ} يقول أدخلني في المدينة إدخال صدق وكان خارجاً من المدينة {وَأَخْرِجْنِي} من المدينة {مُخْرَجَ صِدْقٍ} إخراج صدق بعد ما كنت فيها فأدخلني مكة ويقال أدخلني في القبر مدخل صدق إدخال صدق وأخرجني من القبر يوم القيامة مخرج صدق إخراج صدق {وَٱجْعَل لِّي مِن لَّدُنْكَ} من عندك {سُلْطَاناً نَّصِيراً} مانعاً بلا ذل ولا رد قول {وَقُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ} محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن ويقال ظهر الإسلام وكثر المسلمون {وَزَهَقَ ٱلْبَاطِلُ} هلك الشيطان والشرك وأهله {إِنَّ ٱلْبَاطِلَ} الشيطان والشرك وأهله {كَانَ زَهُوقاً} هالكاً {وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْآنِ} نبين في القرآن {مَا هُوَ شِفَآءٌ} بيان من العمى ويقال بيان من الكفر والشرك والنفاق {وَرَحْمَةٌ} من العذاب {لِّلْمُؤْمِنِينَ} بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن {وَلاَ يَزِيدُ ٱلظَّالِمِينَ} المشركين بما نزل من القرآن {إَلاَّ خَسَاراً} غبناً {وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإنْسَانِ} يعني الكافر من كثرة ماله ومعيشته {أَعْرَضَ} عن الدعاء والشكر {وَنَأَى بِجَانِبِهِ} تباعد عن الإيمان {وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ} أصابته الشدة والفقر {كَانَ يَئُوساً} أيساً من رحمة الله نزلت في عتبة بن ربيعة {قُلْ} يا محمد {كُلٌّ} كل واحد منكم {يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ} على نيته وأمره الذي هو عليه ويقال على ناحيته وجبلته {فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلاً} أصوب ديناً.