خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً
٨٥
وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِٱلَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً
٨٦
إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً
٨٧
قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنْسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً
٨٨
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً
٨٩
وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرْضِ يَنْبُوعاً
٩٠
أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ ٱلأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً
٩١
أَوْ تُسْقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ قَبِيلاً
٩٢
أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَّسُولاً
٩٣
وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤْمِنُوۤاْ إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَراً رَّسُولاً
٩٤
قُل لَوْ كَانَ فِي ٱلأَرْضِ مَلاۤئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَكاً رَّسُولاً
٩٥
-الإسراء

تفسير القرآن

{ وَيَسْئَلُونَكَ } يا محمد { عَنِ ٱلرُّوحِ } سأل أهل مكة أبو جهل وأصحابه { قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي } من عجائب ربي ويقال من علم ربي { وَمَآ أُوتِيتُم } أعطيتم { مِّنَ ٱلْعِلْمِ } فيما عند الله { إِلاَّ قَلِيلاً وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِٱلَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } بحفظ الذي أوحينا إليك جبريل به { ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً } كفيلاً ويقال مانعاً { إِلاَّ رَحْمَةً } نعمة { مِّن رَّبِّكَ } حفظ القرآن في قلبك { إِنَّ فَضْلَهُ } بالنبوة والإسلام { كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً } عظيماً { قُل } يا محمد لأهل مكة { لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنْسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ } بمثل هذا القرآن بالغاً فيه الأمر والنهي والوعد والوعيد والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه وخبر ما كان وما يكون { وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً } معيناً { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ } بينا لأهل مكة { فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } من كل وجه من الوعد والوعيد { فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً } لم يقبلوا وثبتوا على الكفر { وَقَالُواْ } يعني عبد الله بن أمية المخزومي وأصحابه { لَن نُّؤْمِنَ لَكَ } لن نصدقك { حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا } تشقق لنا { مِنَ ٱلأَرْضِ } أرض مكة { يَنْبُوعاً } عيوناً وأنهاراً { أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ } بستان { مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ } كرم { فَتُفَجِّرَ } فتشقق { ٱلأَنْهَارَ خِلالَهَا } وسطها { تَفْجِيراً } تشقيقاً { أَوْ تُسْقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً } قطعاً بالعذاب { أَوْ تَأْتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ قَبِيلاً } شهيداً على ما تقول { أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ } من ذهب وفضة { أَوْ تَرْقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ } أو تصعد إلى السماء فتأتينا بالملائكة يشهدون أنك رسول من الله إلينا { وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ } لصعودك إلى السماء { حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً } من الله إلينا { نَّقْرَؤُهُ } فيه أنك رسول الله إلينا { قُلْ } لهم يا محمد { سُبْحَانَ رَبِّي } أنزه ربي عن الولد والشريك { هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً } يقول ما أنا إلا بشر رسول كسائر الرسل { وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ } أهل مكة { أَن يُؤْمِنُوۤاْ } بالله { إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ } محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن { إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ } إلا قولهم { أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَراً رَّسُولاً } إلينا { قُل } يا محمد لأهل مكة { لَوْ كَانَ فِي ٱلأَرْضِ مَلاۤئِكَةٌ يَمْشُونَ } في الأرض يمضون { مُطْمَئِنِّينَ } مقيمين { لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَكاً رَّسُولاً } لأنا لا نرسل إلى الملائكة الرسل إلا الملائكة وإلى البشر إلا البشر.