خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً
٥٩
وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَٰهُ لاۤ أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ ٱلْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً
٦٠
فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي ٱلْبَحْرِ سَرَباً
٦١
فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَٰهُ آتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَباً
٦٢
قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى ٱلصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلْحُوتَ وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ ٱلشَّيْطَٰنُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي ٱلْبَحْرِ عَجَباً
٦٣
قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَٱرْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصاً
٦٤
فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَآ آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً
٦٥
قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً
٦٦
قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً
٦٧
وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً
٦٨
قَالَ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِراً وَلاَ أَعْصِي لَكَ أمْراً
٦٩
قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْني عَن شَيءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً
٧٠
-الكهف

تفسير القرآن

{ وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰ } أهل القرى الماضية { أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ } حين كفروا { وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم } لهلاكهم { مَّوْعِداً } أجلاً. ثم ذكر قصة موسى مع الخضر وكان موسى وقع في قلبه أن ليس في الأرض أحد أعلم مني فقال الله يا موسى إن لي في الأرض عبداً أعبد لي منك وأعلم وهو الخضر فقال موسى يا رب دلني عليه فقال الله له خذ سمكاً مالحاً وامض على شاطئ البحر حتى تلقى صخرة عندها عين الحياة فانضح على السمكة منها حتى تحيا السمكة فثم تلقى الخضر فقال الله { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ } لشاجرده يوشع بن نون وكان من أشراف بني إسرائيل وإنما سمي فتاه لأنه كان يتبعه ويخدمه { لاۤ أَبْرَحُ } لا أزال أمضي { حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ ٱلْبَحْرَيْنِ } العذب والمالح بحر فارس والروم { أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً } سنين ويقال دهراً { فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا } بين البحرين { نَسِيَا حُوتَهُمَا } خبر حوتهما { فَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ } طريقه { فِي ٱلْبَحْرِ سَرَباً } يابساً { فَلَمَّا جَاوَزَا } من الصخرة { قَالَ لِفَتَاهُ } لشاجرده { آتِنَا غَدَآءَنَا } أعطنا غداءنا { لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَباً } تعباً ومشقة { قَالَ } يوشع { أَرَأَيْتَ } يا موسى { إِذْ أَوَيْنَآ } انتهينا { إِلَى ٱلصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلْحُوتَ } خبر الحوت { وَمَآ أَنْسَانِيهُ } وما شغلنيه { إِلاَّ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ } لك { وَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُ } طريقه { فِي ٱلْبَحْرِ عَجَباً } يابساً { قَالَ } موسى { ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ } نطلب دلالة لنا من الله على الخضر { فَٱرْتَدَّا } رجعا { عَلَىٰ آثَارِهِمَا } خلفهما { قَصَصاً } يقصان أثرهما { فَوَجَدَا } هناك عند الصخرة { عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَآ } يعني خضراً { آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا } يقول أكرمناه بالنبوة { وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً } علم الكوائن { قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ } أصحبك يا خضر { عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً } صواباً وهدى { قَالَ } يا موسى { إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } أن ترى مني شيئاً لا تصبر عليه قال موسى أصبر قال خضر { وَكَيْفَ تَصْبِرُ } يا موسى { عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ } على ما لم تعلم به { خُبْراً } بياناً { قَالَ سَتَجِدُنِيۤ } يا خضر { إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِراً } على ما أرى منك { وَلاَ أَعْصِي لَكَ أمْراً } لا أترك أمرك { قَالَ } خضر { فَإِنِ ٱتَّبَعْتَنِي } صحبتني يا موسى { فَلاَ تَسْأَلْني عَن شَيءٍ } فعلته { حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ } حتى أبين لك { مِنْهُ ذِكْراً } بياناً.