خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً
٩٥
آتُونِي زُبَرَ ٱلْحَدِيدِ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ ٱلصَّدَفَيْنِ قَالَ ٱنفُخُواْ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِيۤ أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً
٩٦
فَمَا ٱسْطَاعُوۤاْ أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا ٱسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً
٩٧
قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّآءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً
٩٨
وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً
٩٩
وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً
١٠٠
ٱلَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً
١٠١
أَفَحَسِبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيۤ أَوْلِيَآءَ إِنَّآ أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً
١٠٢
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً
١٠٣
ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً
١٠٤
أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَزْناً
١٠٥
ذَلِكَ جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُوۤاْ آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً
١٠٦
-الكهف

تفسير القرآن

{ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ } ما ملكني عليه { رَبِّي } وأعطاني { خَيْرٌ } مما تعرضون علي من الجعل { فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ } قالوا أي القوة تريد منا قال آلة الحدادين { أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً } سداً { آتُونِي } أعطوني { زُبَرَ ٱلْحَدِيدِ } فلق الحديد { حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ ٱلصَّدَفَيْنِ } طرفي الجبل { قَالَ } لهم { ٱنفُخُواْ } فنفخوا فيه النار { حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَاراً } يقول صار الحديد كنار فذهب بعضه في بعض { قَالَ آتُونِيۤ } أعطوني { أُفْرِغْ عَلَيْهِ } أصب على الحائط { قِطْراً } صفراً { فَمَا ٱسْطَاعُوۤاْ } فلم يقدروا أن { يَظْهَرُوهُ } من أعلاه { وَمَا ٱسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً } من أسفله { قَالَ هَـٰذَا } الحائط { رَحْمَةٌ } نعمة { مِّن رَّبِّي } عليكم { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي } بخروج يأجوج ومأجوج { جَعَلَهُ دَكَّآءَ } كسراً { وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي } بخروجهم { حَقّاً } صدقاً كائناً { وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ } يوم الخروج ويقال يوم الرجوع من الروم حيث لم يقدروا على الخروج منه { يَمُوجُ } يجول { فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً } جميعاً { وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ } كشفنا جهنم { يَوْمَئِذٍ } يوم القيامة { لِّلْكَافِرِينَ } قبل دخولهم { عَرْضاً } كشفاً { ٱلَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ } في عمى { عَن ذِكْرِي } عن توحيدي وكتابي { وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً } الاستماع إلى قراءة القرآن من بغض محمد صلى الله عليه وسلم { أَفَحَسِبَ } أفظن { ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي } أن يعبدوا عبادي { مِن دُونِيۤ أَوْلِيَآءَ } أرباباً بأن ينفعوهم في الدنيا والآخرة ويقال أفحسب أفيكفي إن قرأت بضم الياء وجزم السين الذين كفروا أن يتخذوا عبادي أن يعبدوا عبادي من دوني من دون طاعتي أولياء أرباباً { إِنَّآ أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً } منزلا { قُلْ } يا محمد { هَلْ نُنَبِّئُكُم } نخبركم { بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً } في الآخرة { ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ } بطل عملهم { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } وهم الخوارج ويقال أصحاب الصوامع { وَهُمْ يَحْسَبُونَ } يظنون { أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } يعملون عملاً صالحاً { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَلِقَائِهِ } البعث بعد الموت { فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } حسناتهم { فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ } لأعمالهم { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَزْناً } ميزاناً ويقال لا يوزن يوم القيامة من أعمالهم قدر ذرة { ذَلِكَ جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَٱتَّخَذُوۤاْ آيَاتِي } كتابي { وَرُسُلِي } محمداً عليه الصلاة و السلام وغيره { هُزُواً } سخرية واستهزاء.