خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَهُزِّىۤ إِلَيْكِ بِجِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً
٢٥
فَكُلِي وَٱشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلبَشَرِ أَحَداً فَقُولِيۤ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ ٱلْيَوْمَ إِنسِيّاً
٢٦
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُواْ يٰمَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً
٢٧
يٰأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً
٢٨
فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلْمَهْدِ صَبِيّاً
٢٩
قَالَ إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ آتَانِيَ ٱلْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً
٣٠
وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِٱلصَّلاَةِ وَٱلزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً
٣١
وَبَرّاً بِوَٰلِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً
٣٢
وَٱلسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً
٣٣
ذٰلِكَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ ٱلْحَقِّ ٱلَّذِي فِيهِ يَمْتُرُونَ
٣٤
مَا كَانَ للَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ
٣٥
وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ
٣٦
فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ
٣٧
-مريم

تفسير القرآن

{ وَهُزِّىۤ إِلَيْكِ } خذي إليك { بِجِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ } بأصل النخلة فحركيها { تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً } غضاً طرياً { فَكُلِي } من الرطب { وَٱشْرَبِي } من النهر { وَقَرِّي عَيْناً } طيبي نفساً بولادة عيسى عليه السلام { فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلبَشَرِ } من الآدميين { أَحَداً } بعد هذا اليوم { فَقُولِيۤ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْماً } صمتاً { فَلَنْ أُكَلِّمَ ٱلْيَوْمَ إِنسِيّاً } آدمياً ثم اسكتي بعد ذلك حتى يتكلم بعذرك عيسى { فَأَتَتْ بِهِ } بعيسى { قَوْمَهَا } إلى قومها { تَحْمِلُهُ } وهو ابن أربعين يوماً { قَالُواْ يَٰمَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً } منكراً عظيماً { يَٰأُخْتَ هَارُونَ } يا شبيهة هارون في العبادة وكان هارون رجلاً صالحاً من أمثل الناس ويقال كان هارون رجل سوء فضربوها به ويقال كان هارون أخاها من أبيها { مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمْرَأَ سَوْءٍ } رجلاً زانياً { وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً } فاجرة { فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ } إلى عيسى عليه السلام أن كلموه { قَالُواْ } لها { كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلْمَهْدِ } في الحجر ويقال في السرير { صَبِيّاً } صغيراً ابن أربعين يوماً فتكلم عيسى عليه السلام { قَالَ إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ آتَانِيَ ٱلْكِتَابَ } علمني التوراة والإنجيل في بطن أمي { وَجَعَلَنِي نَبِيّاً } بعد الخروج من بطن أمي { وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً } معلماً للخير { أَيْنَ مَا كُنتُ } حيثما كنت وأقمت { وَأَوْصَانِي بِٱلصَّلاَةِ } بإتمام الصلاة { وَٱلزَّكَاةِ } الصدقة { مَا دُمْتُ حَيّاً } ما حييت { وَبَرّاً بِوَالِدَتِي } لطيفاً بوالدتي { وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً } في ديني قتالاً في الغضب { شَقِيّاً } عاصياً لربي { وَٱلسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ } السلامة علي حين ولدت من لمزة الشيطان { وَيَوْمَ أَمُوتُ } حين أموت من ضغطة القبر { وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً } حين أبعث من القبر حياً { ذٰلِكَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ } خبر عيسى ابن مريم { قَوْلَ ٱلْحَقِّ } خبر الحق { ٱلَّذِي فِيهِ } في عيسى { يَمْتُرُونَ } يشكون يعني النصارى وقال بعضهم هو الله وقال بعضهم هو ابن الله وقال بعضهم هو شريكه { مَا كَانَ لِلَّهِ } ما ينبغي لله { أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ } نزه نفسه عن الولد والشريك { إِذَا قَضَىٰ أَمْراً } إذا أراد أن يخلق ولداً بلا أب { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } ولداً بلا أب مثل عيسى فلما جاء عيسى بالرسالة إلى قومه قال إني عبد الله ومسيحه { وَإِنَّ ٱللَّهَ } هو { رَبِّي } خالقي ورازقي { وَرَبُّكُمْ } خالقكم ورازقكم { فَٱعْبُدُوهُ } وحدوه { هَـٰذَا } التوحيد الذي آمركم به { صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } دين قائم يرضاه وهو الإسلام { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ } الكفار { مِن بَيْنِهِمْ } فيما بينهم فقال بعضهم هو الله وقال بعضهم هو ابن الله وقال بعضهم هو شريكه { فَوْيْلٌ } الويل واد في جهنم من قيح ودم ويقال جب في النار ويقال فويل فشدة العذاب { لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ } تحزبوا في عيسى { مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ } من عذاب يوم القيامة.