خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ وَٱلْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
٥٣
وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَٰقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ فَتُوبُوۤاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَٱقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ
٥٤
وَإِذْ قُلْتُمْ يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ
٥٥
ثُمَّ بَعَثْنَٰكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
٥٦
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقْنَٱكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
٥٧
وَإِذْ قُلْنَا ٱدْخُلُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَٰيَٰكُمْ وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ
٥٨
فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ
٥٩
وَإِذِ ٱسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ فَٱنفَجَرَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ ٱللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ
٦٠
-البقرة

تفسير القرآن

{ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ }أعطينا موسى التوراة { وَٱلْفُرْقَانَ } يعني بينا فيها الحلال والحرام والأمر والنهي وغير ذلك ويقال النصرة والدولة على فرعون { لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } لكي تهتدوا من الضلالة ثم ذكر قصة موسى مع قومه فقال { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم } ضررتم أنفسكم { بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ } بعبادتكم العجل فقالوا لموسى فبماذا تأمرنا فقال لهم { فَتُوبُوۤاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ } إلى خالقكم قالوا كيف نتوب فقال لهم { فَٱقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } فليقتل الذي لم يعبد العجل الذي عبده { ذَلِكُمْ } التوبة.
والقتل { خَيْرٌ لَّكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ } خالقكم { فَتَابَ عَلَيْكُمْ } فتجاوز عنكم { إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ } المتجاوز لمن تاب { ٱلرَّحِيمُ } على من مات على التوبة { وَإِذْ قُلْتُمْ } وقد قلتم { يَامُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ } لن نصدقك فيما تقول { حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً } معاينة كما رأيت { فَأَخَذَتْكُمُ ٱلصَّاعِقَةُ } فأحرقتكم النار { وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ } إليها { ثُمَّ بَعَثْنَاكُم } أحييناكم { مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ } حرقكم { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } لكي تشكروا إحيائي { وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْغَمَامَ } في التيه { وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ } في التيه { كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ } حلالات { مَا رَزَقْنَاكُمْ } أعطيناكم ولا ترفعوا لغد فرفعوا { وَمَا ظَلَمُونَا } وما نقصونا بما رفعوا { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } يضرون { وَإِذْ قُلْنَا ٱدْخُلُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ } قرية أريحا { فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ } ومتى ما شئتم { رَغَداً } موسعاً عليكم { وَٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً } ركعاً { وَقُولُواْ حِطَّةٌ } أن تحط عنا خطايانا ويقال لا إله إلا الله { نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ } في حسناتهم { فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أنفسهم وهم أصحاب الحطة { قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ } أمر لهم فقالوا حنطة شمقاتاً يعني الحنطة الحمراء { فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } غيروا القول وهم أصحاب الحطة { رِجْزاً } طاعوناً { مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } يغيرون ما أمروا به.
{ وَإِذِ ٱسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ } في التيه { فَقُلْنَا ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ } الذي معك وكان حجراً أعطاه الله إياه عليه اثنا عشر ثدياً كثدي المرأة يخرج من كل ثدي نهر إذا ضرب عصاه عليه { فَٱنفَجَرَتْ مِنْهُ ٱثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً } نهراً { قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ } سبط { مَّشْرَبَهُمْ } من نهرهم قال الله لهم { كُلُواْ } من المن والسلوى { وَٱشْرَبُواْ } من الأنهار كلها { مِن رِّزْقِ ٱللَّهِ } لكم { وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } ولا تمشوا في الأرض بالفساد وخلاف أمر موسى.